منتديات شاعر السلام الإسلامي جلول دكداك

زوروا منتديات شاعر السلام الإسلامي جلول دكداك
 
***

رفقا بالقوارير - قصيدة في تأصيل المحبة الربانية








!رفقا بالقوارير

            معلقة العصر على جناح السلام           
قصيدة في تأصيل المحبة الربانية
على هامش كتاب: خدوش على جداريات القوارير
مهداة إلى زوجتي الحبيبة صفية و إلى كل النساء المسلمات

شعر : جلول دكداك
*** 


المَرفِق الأول


رفقاً بها
فهي القوارير التي أمر الرسول المسلمين بحفظها
من عين شيطان الهوى و الذلةِ
من زَلَّتي
هي علتي
تأسو بماء الحب جرح المهجةِ
أنّى حلَلتُ أو ارتحَلْتُ فزادها زادي
بقلبي دائما تلهو كلهو الطفلةِ
هي زوجتي
و حبيبتي
في درب أشواكي تسير برفقتي
هي فرحتي
عرسي المخلد في حروفي الحرةِ
كل السعادة أشرقت من أفقها في غربتي
فيها تجمَّع كل سرِّ الحكمةِ
فبها أنا وشَّحتُ صدري
ليتها تدري
بأني ناسك في قلبها
متضرعٌ لله في سري و في جهري
مدى الدهرِ
إلى أن يقبض الله الأجَلْ
..و لسوف يبقى لي أمَلْ
لا بد أن ألقى الحبيبة زوجتي
في جنة الخلد التي
وعد الإله المتقينْ
فيها سيبعث حبنا غضا كزيتون و تينْ
كل القوارير الجميلة جُمِّعتْ فيها فما
لي عن هواها في الحياة تحوُّلُ
فيها اكتشفتُ هُويَّتي و هي الحبيب الأوَّلُ
نقِّل فؤادك حيث شئتَ من الهوى ]
ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألَفُهُ الفتى
[ و حنينه أبدا لأوَّل منزلِ
***

المَرفِق الثاني



رفقاً بها
إني سعدتُ بقربها
قلبي لها .. روحي لها .. كلي لها
هي زوجتي و حبيبتي
هي من بهاء الله أشرق صفوها و صفاؤها
هي لي هواءٌ مُنعشٌ .. هي نبعُ ما
لم يعرف القلب المتيم في فيافيها ظما
مذ كنتُ كانت في سمائي أنجُما
جيش الظلام تراجعت أرتالُهُ
و تحطَّمتْ آمالُهُ
فارتاح قلبي بين زخات الندى
طول المدى
لمَّا صحا في حضنها أملٌ يتيمْ
فشربتُ كاسات الهدى
من كفها
و بسيفها
قطَّعتُ أوصال العدى
فتوثَّقت صلتي بحب الله في قلبي السليمْ
هي زوجتي .. نور الحياة بأعيني
مرآة عيبي
وعدُ ربّي
بالسعادة و النعيمْ
هي درة حسناء معدنها الصفاء و معدني
في دربها المفروش بالأشواكِ إني لم أزلْ
منذُ الأَزَلْ
أمضي سعيدا واثقا من خطوتي
في غربتي
و حبيبتي دوما معي
تبكي و تمسح أدمعي
نمضي معا بالرغم من كل العنا
نحو المنى
و الحب يحدو ركبنا
***


المَرفِق الثالث

رفقا بها
إني أحبُّ ملامَها و عتابها
و لسوف تبقى باب قلبي بابَها
في كل زاوية سأفتحها لها
في البيت.. في جدرانه و سقوفهِ
في قمة الجوزاء.. في كبد السما
قلبي سيُشرِع للحبيبة بابها دوما لها
أنى تريد حبيبتي بابا سأفتحها لها
..من دون ما
في مقلتي
و بمهجتي
أبني لها قصرا بأبواب المنى
أنَّى تريد الفتح تفتح للهنا
و بريشتي
إني سأرسم وجهها الطفلي مثل البدر يعشق مَنظَرَهْ
قلبي سيبقى للحبيبة دائما مستسلما
و بحبها مترنما
لا.. لن أقول لزوجتي أبدا كفى
إني سأبقى دائما رمز الوفا
مهما قسا من عتبها لن أخسِرَهْ
***


المَرْفِقُ الرابع

قارورتي أنت التي قرت بحبك أعيني
و عرفتُ فيك العزم و الصبر الجميلْ
ما مسَّ قلبك من عناء مسَّني
لكنني
عُلِّمتُ منكِ بأنَّ عَتْبَكِ ردَّني
ردّاً جميلاً للصَّوابْ
إني سأفتح ألف بابْ
من كل باب تدخلين بلا عتابْ
بوَّابُكِ الحبُّ الذي برهنتِ أنَّكِ أهلُهُ
فضلي و فضلكِ فضلُهُ
فلتحفظي هذا الجوابْ
لو أدرك الأزواج قدر القوارير اهتدَوْا
و بذلكِ القدر اغتنَوْا
و استمسكوا بالله في كل الأمورْ
و بهَدْي خير المرسلين به اقتَدَوْا
تلك القوارير التي رقَّتْ غَلَتْ
في حفظها حفظ الحياة من الضُّمورْ
ليسَتْ تباعُ لأنها كنزُ الأَدَبْ
أَغلى من التيجان .. من كل الذهبْ
***


المَرْفِقُ الخامس

يا زوجتي، أنتِ التي مهَّدتِ لي سُبُلَ السلامْ
أنت الحبيبة و الطبيبة، فاحرسي في مهجتي سِرب الحمامْ
إني بعينكِ قد رأيتُ الخير في كل امرَأَهْ
ففتحْتُ قلبي للقوارير التي
لاذتْ بربي و ارتدَتْ ثوبَ الصَّلاحْ
كم من حسودٍ رام قتل الحب لكن أَخْطأَهْ
حبي أنا مشكاته التقوى يرفرف كالجناحْ
من نبعك الصافي تهاطل غيثُهُ
فتضمَّخَتْ بالغيثِ كلُّ المؤمنات بذلكِ الحب المباحْ
هنَّ القوارير التي ظُلِمَتْ إذا خُدشَتْ
و خادشُها اللئيمُ ابن اللئيمْ
إني أصون صلاحَهُنَّ بأحرُفي
مستمسكا بصراط ربي المستقيمْ
و أذود عنهن الذئابْ
و بهِنَّ دوماً أحتفي
و إذا تضاعف ما أعاني من عذابْ
فبعون ربي أكتفي
فهو المقيل لعثرتي به أستجيرْ
من كل شر مستطيرْ
لأنال أجر الباقيات الصالحاتْ
***

المَرفِقُ السادس


إني بأفْق الغيب قد أبصرتُ فجرا طالعا
كل النساء طلعن فيه مجاهداتْ
و رأيتُ مفتوحا كتابا رائعا
غُفرانُ" قد كتبَتْ عليه بحبرها و دموعها"
أماهُ.. يا أُمّاهُ.. لا.. لا تحزني )
إني هنا أتممتُ بعدكِ قِصَّتي
و ربِحْتُ في حكم القضاء قَضيَّتي
أمّاهُ.. يا أمّاهُ.. لا .. لا تحزَني
كل الخدوش على القوارير انمَحَتْ
و الرِّفقِ توَّجَ كل هامات الرجالْ
فتَحَقَّق الأَمَلُ المُحالْ
و ارتحتُ، يا أمّي، على صوت الأذانْ
و أخذتُ مُصحفَكِ الذي خلَّفْتِهِ في الدُّرجِ مفتوحا
و قرأتُ، يا أمّي، من القرآن ما
"قَد كنتِ أنتِ قرأْتِ من آي "الضحى
و القلب، يا أمّي، بصدري راكضٌ كالطير مجروحا
فانجاب عني الهمُّ و الحزن انمحى
و عرفتُ أنّ اللهَ ينصُرُ ناصِرَهْ
(.و معارك الأعداء دوماً خاسِرَهْ
***

المَرْفِقُ السابع

بالحب وحده صاغ قلبي ألفَ جسرٍ للسلامْ
لا تحزني، يا زوجتي، لا تحزَني
فأنا رهين المحبسين لأجل تحرير الأنامْ
أصحو إذا ناموا و لست أنا أنامْ
فأنا هنا حصن المنى
في غربتي لا أنحني
أبدا لغير الله .. لا أبغي من الدنيا سوى زاد المعادْ
إن طال عُمْري فليطُلْ
من أجل إتمام الجهادْ
حبي و حبكِ واحدٌ
لكنه متعددُ الإشعاع في كل الجهاتْ
فأنا أحرِّضُ بَرْدَهُ و سلامَهُ
و النار تأكل ما تنافَرَ من فُتاتْ
فارعي معي نبض المحبة و السلام بنبضهِ
فلعلنا نبني بهِ
في جنة الفردوس جسراً للنجاةْ
إني نحتُّه من لباب الحب.. من خير اللبابْ
و فتحتُ أبوابي لكل المؤمنين بأمَّتي
من أهل أهلي.. كل أهل الذمَّةِ
فلتدخلي ، يا زوجتي ، من خير باب


***


جلول دكداك
شاعر السلام الإسلامي

المغرب - على متن القطار، من مدينة المحمدية إلى مدينة تازة
صباح يوم الأحد 21 رجب 1431 / 4 يوليوز 2010




________________________________________________________________________________